أعتراف

تدافع مجموعه من الشباب وسط الطريق العام وهم يتصايحون ويضحكون فى خلاعه وقد ارتدى كل منهم طرطور ملون بينما بعضهم يمسك فى يده صفارات ورقيه طويله
كانت هذه هى ليله راس السنه وقد اضيئت جميع الفنادق والمحال وزينت البلده وغرق الشباب فى بحار من اللهو والمرح
وفى وسط هذا الجو الصاخب كانت هناك غرفه صغيره فى اعلى سطح احدى العمارات ويخرج منها ضوء شمعه صغير وبداخل هذه الغرفه كان يجلس شاب فى مقتبل العمر وسيم الى حد ما وعلى مكتبه القديم كان يضع امامه ورقه بيضاء وبيده قلم حبر يدخله فى فمه
كان يبحث داخل ثنايا عقله عن مقدمه يستطيع ان يبداء بها اعترافه
امسك القلم وبداء يكتب
-عزيزتى
رفع قلمه مفكرا هل كلمه عزيزتى مناسبه ام يبدلها
عاد وكتب
-ربما تكون هذه اول مره اقرر ان احادثك

مرات عديده حاولت ولكنى فى كل مره كنت اتراجع عائدا منكسر الراس
كانت عيناك تجعلنى اتوقف عن الحراك كلما رايتك
كنت اقف مرتبكا احاول ان اقترب منك
كانت هناك اشياء تجعلنى لا اجرؤ على هذا
ربما هو الخوف من رد فعلك ان تقابلنى بالرفض فاتحطم ولا يبقى لى الامل الذى اعيش عليه الان او ربما تلك النسمه الخفيه التى تتطاير من جدائل شعرك فتجذبنى اليك ثم تعودوتصدنى الى الوراء
حقيقه لا ادرى
بداخلى احساس احاول ان اصفه لك لكنى اعجز
اعجز حتى عن الكتابه على هذه الورقه التى بمجرد كتابه اسمك عليها
اصبحت سطورها تفوح منها عطر الطفوله الذى يخرج من بين اصابعك
اليوم انا مصر ان اخبرك بكل شى
ظل الشاب بعد كتابته لهذه الجمل يعيد قرائتها مرات ومرات ثم نهض من مكانه واتجه الى النافذه ثم جلس
على حافتها يتامل الطريق المزدحم بالسيارات وبتلقائيه رفع بصره الى القمر
راى صورتها مرتسمه فى وسطه وهى تبتسم فى رقه فزادته ضياء على ضياءه
تامل فى القمر وجماله فى النجوم ولمعانها فى العدم الذى يحيط بالمكان
اغمض عينيه قليلا وترك جسده يدور داخل فلك الكون الانهائى
احس بنشوه تملى كيانه وبرياح بارده تحيط به قبل ان تحمله الى اعلى ثم اوقفته وسط قاعه واسعه ارضيتها النجوم وسقفها الضياء
راءها تقف وسطها تبتسم له نفس الابتسامه الرقيقه التى طالما راءها بها
مدت اليه يدها كانها تدعوه الى مراقصتها امسك يدها بكل رقه وخوف من تتحطم هذه الايدى الرقيقه بين اصابعه
تامل عيناها للحظات
ما اجملهما
دارت روحه داخلهما
دارت
ظل يدور
وجد نفسه يسقط
حاول ان يتشبث بيدها
ان يمسك السحاب
ان يحتضن النجوم بين ذراعيه
سقط
عاد الى الحقيقه
الى ارض الواقع
فتح عينيه فوجد صوت السيارات المزعج يملى كيانه
اجراس الضحكات الماجنه تسحقه بلا رحمه
ظل فى مكانه لا يجد ما يكتبه لا يعرف كيف يعبر عن هذا الشى الذى يملا كيانه
حاول ان يجد كلمه مناسبه لهذا لكنه عجز
فشل
كيف يصف مشاعره
كيف يصف حبه
كيف يصف خجله
كيف
كيف
واخيرا امسك امسك الورقه التى كان يكتب فيها ومزقها ثم القاها بعيدا
وتناول ورقه اخرى كتب فيها كلمات قليله
-اميرتى
فارسه احلامى
احبك
احبك
احبك
.
.